ليسوا وحدهم خرفان

   حين تسمع كلمة الخرفان فى السياسية تدرك فورا ان الحديث عن افراد جماعة الاخوان المسلمون ،سرعان ما تردد هذه الكلمة انت الآخر ، ربما تدرك لماذا اُطلق عليهم هذا اللقب وربما تكررها لان اصبح صفة ملاصقة لاسماعك حين تتحدث عنهم.

  حقيقة الامور وبواطنها انهم ليسوا وحدهم الخرفان، ربما يعتبرها البعض مبالغة اذا قلت ان اكثر من 90% من مستخدمى شبكات التواصل الاجتماعى وتحديدا Facebook

خرفان، ما اكثر ان تجد حسابات و صفحات اشخاص نادرا عليها كتابة من صاحبها وان جميع ما يفعله اثناء جلوسه للتواصل المجتمعى هو Share ، حين ذلك تأكد ان هذا الشخص ما هو الا خروف آخر، عزيزى أين رأيك ، الآراء الاخرى خُلقت لتدعم آرانا نحن ، أين رأيك؟ هل هو رأىك ام رأى كاتب مشهور او صديقك او ربما صفحة تدرك ان توجهها!

  تكمن الكارثة فى Share بأن ناشر الرأى لا يكلف نفسه ليبحث عن معلومة او يحاول ان يرأى الرأى المخالف ليدرك ابعاد ما يتحدثون عنه، كم من المرات قمت بنشر آراء آخرين واكتشفت فيما بعد انها خاطئة؟ ؛ بعد اكتشافك خطأ الرآى ستكتشف انك اصبحت عاريا امام الآخرين، ليس لك رأى ،ليس لك تفكير ، لست مالك للمعلومة.

انصح بقراءة هذا الكتاب
للامام محمد عبده

  سأعطيك مثالاً على ما اقول

كم منا سمع عن ان الامام محمد عبده صاحب مدرسة دينية تنورية وتصلح تفسيراته لمواكبة العصر، الكثير الكثير الكثير ، والكثير من الكثير رد هذه العبارة اثناء احاديثه مع الآخرين، لكن السؤال كم من هؤلاء الكثير قرر ان يكتشف ذلك بنفسه او بمعنى آخر قرر ان يقرأ مقالات وكتب الامام محمد عبده؟ لو كانوا كثير مثل مرددي الجملة ، لكانت مصر اليوم بين افضل البلدان ولو يكن السفهاء قادرين على تكفير الآخر لمجرد انه مخالف لرؤيته فى الدين ، لكان الشعب لا يترك الكتاب ليصل الى المعلومة.

مثال آخر وبصفتى عضو بحزب الدستور يعتقد البعض ان د. البرادعى بالنسبة لنا آله ،لكن الحقيقة ان اكثر منتقديه هم اعضاء الحزب، ما علينا،

فى الفترة القليلة الماضية كان خبر نقل النائب العام الى الفاتيكان خبر الساعة الكل يتحدث عنه، البرادعى اعترض على طريقة تنفيذ القرار -وليس على اقالة النائب نفسه- واعطى حل آخر وهو تشكيل هيئة تعمل كسلطة تشريعية لتمنح القضاء قوانين الاستقلال، 

لو كنت خروف للبرادعى بمجرد تعبير البرادعى عن رآيه ستتخذ هذا الرآى لتجعله رآيك دون ان تفكر ما هى اسباب ودوافع مرسى لاتخاذ القرار وكيف نفذ القرار وهل هو فى مصلحة الدولة ام مصلحة جماعة محددة حتى الآن غير مشهرة رسمياً ولا يعرف ما هى مصادرها ولا انفاقها، او كنت بحث عن اخرون معترضون على القرار ل share رآيهم، ام اذا لم تكن خروف فكنت سألت نفسك وأجبت عن الاسئلة السابقة.

   على الهامش: انا من مؤيدى قرار مرسى لانى ببساطة ارى ان مصر حتى هذه اللحظة عزبة كل ما حدث نقل ملكية العزبة، فلا مانع من استخدام فوضى السلطة لتحقيق امر ،فكم من المتاعب سببها النائم العام وكم من القضايا دفنت فى ادراج مكاتبه.

لو كان اينشتاين خروفاً ، لكان مثل الكثير لا يعرف احد عنه شىء ، لكن قرأ قوانين نيوتن وتعلم منها ثم فكر وانتج قوانين ونظريات تعارض نيوتن وحد نيوتن فى بعض الظروف، وكذلك الامام الشافعى تتلمذ على يد الامام مالك وانتج منهج آخر.

  عزيزى يجب ان تدرك ان كل منا يملك عقل ليفكر به وليتحسس الاشياء وليعطى نتائج، وعلينا ان ندرك ان الرآى كالملبس والمسكن امر خاص يختلف من شخص لآخر ليس معنى ان شخص اتفق معك مرة فى التى شيرت ان تجعله يختار لك المرة القادمة او تنتظر ليشترى لتشترى -انت- مثله، ليس المطلوب ان تصبح مثل اينشتين او نيوتن او مالكوم او محمد عبده او رفاعة الطهطاوى، كن انت.

تحديث(27 اكتوبر)
اعتقد الكثير من قارئ التدوينة ان كل ما Share هو خروف، ليس هذا ما اقصده بالطبع ،كتابى موجه الى من لايملك رأى وينشر اراء آخرين لتكون رآيه نتيجه لجهله وثقته فى آخر او انعدام ثقته بنفسه

لطفا اذا اعجبتك شير وريتويت :D